قوله تعالى: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض 51 قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد 52 سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد 53 ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط 54}
قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ٥١ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ٥٢ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ٥٣ أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ٥٤}
  · اللغة: الإعراض والتولي والإدبار نظائر، أعرض عنه إعراضًا.
  والنَّأْيُ بالجانب: التباعد على طريق الاستكبار عما يُدْعَى إليه ويؤمر به، وأصل النأي: البعد، ونأى ينأى نأْيًا: إذا تباعد.
  والشقاق: هو الميل إلى شق العداوة، ومفارقة أهل الحق، وأصله: المباعدة، ومنه: بيني وبينه شقة نازحة، قال بشر:
  وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّا وَأَنْتُمْ ... مُعَاوِيَ مَا حَيِينَا في شِقَاقِ
  أي: مباعدة عداوة، ومنه: {بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ}[التوبة: ٤٢].
  · المعنى: ثم عطف عادات الإنسان على ما تقدم منها، فقال - سبحانه -: «وَإذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَان أَعْرَضَ» عن شكره «وَنَأَى بِجَانِبِهِ» تباعد عن الحق كبرًا، وقيل: نأى بجانبه: أعرض عن شكره والقيام بحقه «وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ» أي: إذا نالتهم