قوله تعالى: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض 51 قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد 52 سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد 53 ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط 54}
  للمؤمنين، ووعيد للكافرين، يعني ألم يكف شهادة الله أعمالهم فيجازي كل أحد بعمله، وينتصف للمظلوم من ظالمه، وقيل: هو وعيد للمؤمنين بالنصر، وقيل: أولم يَكْفِ بربك شاهدًا أن هذا القرآن هو الذي أنزله، وأنه حق، وقيل: أولم يكف بربك مجازًيا لهَؤُلَاءِ «أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ» قيل: في شك من لقاء جزائه وثوابه وعقابه، فذكر نفسه وأراد الجزاء تفخيمًا، كما جعل مجيء أحوال القيامة مجيئًا له، وقيل: في شك من لقاء ربهم إياهم، وما يعملون، ولا يجوز حمل اللقاء على الرؤية؛ لأن اللقاء عبارة عن استقبالك الشيء، وهذا لا يجوز على الله تعالى «أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ» عالم بها قادر عليها، وقيل: عالم بأعمالهم، قادر على جزائهم.
  · الأحكام: يدل أول الآيات على أن لله تعالى على الكفار نعمة يجب شكرها، خلاف قول الْمُجْبِرَة.
  وتدل على وجوب شكر النعمة والعمل بمقتضاها.
  وتدل على أن الإعراض والدعاء فِعْلُ العبد؛ لذلك أضافه إليه، ووبخه عليه.
  ويدل قوله: {سَنُرِيهِمْ} على وجوب التفكر في آيات اللَّه، وأنه طريق معرفته ومعرفة صفاته وأفعاله.