التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {حم 1 عسق 2 كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم 3 له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم 4 تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم 5}

صفحة 6216 - الجزء 9

  قلنا: قيل: لكونها سورة بين سور أوائلها (حم)، فجرت مجرى نظائرها، فـ (حم) ابتداء، و (عسق) خبره، عن علي بن عيسى.

  وقيل: لاتفاق المفسرين أن (كهيعص) حروف، واختلافهم في (حم)، فجعلها بعضهم فعلاً معناه (حُمَّ) أي: قُضِى فُفِصل.

قوله تعالى: {حم ١ عسق ٢ كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٣ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ٤ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥}

  · القراءة: قرأ ابن كثير: «كَذَلِكَ يُوحَى» بفتح الحاء، وهي رواية عياش عن أبي عمرو على ما لم يسم فاعله، فيكون على هذه «اللهُ» ابتداء، وكذلك على ما روي عن بعضهم «نُوحِي» بالنون، وقيل: بل هو على البيان تقديره: يوحَى إليك، [فكأنه] قيل: مَنْ الذي يوحي؟ قال: الله، وقرأ الباقون بكسر الحاء، بتقدير: يُوحِي إِلَيْكَ الله.

  وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر: «تكاد». بالتاء، «ينفطرن» بالياء والنون، وقرأ أبو جعفر وابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة: «تَكَادُ» بالتاء «يَتَفَطَّرْنَ» بالياء والتاء، وقرأ نافع والكسائي: «يكاد» بالياء «يتفطرن» بياء وتاء.