قوله تعالى: {حم 1 عسق 2 كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم 3 له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم 4 تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم 5}
  · اللغة: الوحي: إلقاء المعنى إلى النفس على سبيل الخفية، ومنه سمي الإلهام وحيًا في قوله: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}[النحل: ٦٨] أَوْحَى إيحاءً.
  والفَطرُ: الشق، ومنه: فَطَرَ ناب البعير.
  تكاد: كلمة تقارب ولا تحقق، كاد يفعل كذا، أي: قرب أن يفعل ولم يفعل.
  · الإعراب: «كَذَلِكَ» الكاف للتشبيه، فشبه ما أوحى إليه من القرآن بالكتب التي أوحى بها إلى الأنبياء، وقيل: كما أوحى إلى الأنبياء أوحي إليك هذه السورة، وأوحى سائر القرآن.
  · المعنى: {حم ١ عسق}، قيل: اسم للسورة، عن الحسن، وقتادة، وأبي علي، وقيل: إشارة إلى أن القرآن مؤلف من هذه الحروف، ثم عجزتم عن الإتيان بمثلها، فاعلموا أنه كلام الله تعالى، وأنه معجز لنبيه ÷، عن أبي مسلم، وقيل: إشارة إلى أن القرآن مؤلف من هذه الحروف فيكون مُحْدَثًا، عن أبي بكر الزبيري، وقيل: قَسَمٌ، أقسم الله تعالى بهذه الأسماء، وقيل: أقسم الله بها لا يعذب من دعا إليه بلا إله إلا الله، وقيل: (ح) من الرحمن، (ميم) من مجيد، (ع) من عالم، (سين) من قدوس، (ق) من قاهر، عن سعيد بن جبير، وجعفر بن محمد، وقيل: (ع) من العزيز، (سين) من السلام، (القاف) من القادر، عن السدي. «كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ»