التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد 16 الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب 17 يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد 18 الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز 19 من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب 20}

صفحة 6232 - الجزء 9

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ١٦ اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ١٧ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ١٨ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ١٩ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ٢٠}

  · اللغة: المُحَاجَّةُ: مُفاعَلَةٌ من الحُجَّةِ، ومعناها المجادلة التي تكون بين الخصمين.

  والدَّحْضُ: الزَّلَقُ، يقال: مكان دَحْضٌ زَلَقٌ، ومنه: {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ}.

  والشَّفَقُ: الخوف، ومنه: {وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا}⁣[الأحزاب: ٧٢].

  والمماراة والمراء واحد، وهي: الجدال والمخاصمة، ويجوز أن يكون المراء من المرية، وهي الشك، وبناؤه من الفعل فِعَالٌ الذي هو في معنى المفاعلة، كأن بعضهم يشكك بعضًا.

  والميزان: آلة العدل، والموازنة والمعارضة والمقابلة والمقايسة نظائر في اللغة.