قوله تعالى: {فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور 48 لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور 49 أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير 50 وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم 51 وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم 52 صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور 53}
  · القراءة: قرأ نافع: «أو يُرْسِلُ رَسُولًا» برفع اللام، و «فَيُوحِي» بسكون الياء، ومحله رفع على تقدير: وهو يرسل ويوحي، وقيل: محله نصب على تقدير: أو موحيًا أو مرسلا، وقرأ الباقون بالنصب على تأويل المصدر، كأنه قيل: إلا أن يوحي أو يرسل، فيعطفه على محل الوحي، وعلى القراءتين صح عطف «أو يرسل» على «يوحي»؛ لأن قوله: «أو يرسل» فعل، وقوله: «إلا وحيا» اسم، وعطف الفعل على الاسم ممتنع، وقد قيل فيه وجهان: قيل: تقديره: أو إرسالا، فيرسل على تأويل المصدر على ما بيَّنَّا، وقيل: تقديره: إلا أن يوحي في تقدير الفعل.
  · اللغة: الإعراض: التولي عن الشيء والانصراف عنه، أعرض إعراضًا.
  والبلاغ: إيصال المعنى إلى النفس بالذكر الذي هو البيان، وأصله الوصول.
  والعُقْمُ: بضم العين وسكون القاف، والعَقِيمُ بفتحها في النساء التي لا تلد، ومنه: {عَجُوزٌ عَقِيمٌ}[الذاريات: ٢٩] ومنه: «سوداء وَلُودٌ خير من حسناء عقيم» لا تلد له، وريحٌ عقيمٌ، لا تأتي بسحاب ولا مطر، ويُقال: عَقِمَتْ المرأة، وعُقِمَتْ بفتح العين وضمها فهي معقومة، فإذا كان سيئ الخلق قيل: عَقُمَ بضم القاف، فهي عَقَامٌ، وعقيم، وأصل الباب: المنع، فكأن العقيم عَقِمَ فرجها عن الولادة، أي: مُنِع، ومنه قيل: للحاجز بين التبن والحب إذا ذري الطعام مُعْقِم.
  والوحي: إعلام في إخفاء، وكل أمر سريع فهو وحي، ومنه: الوَحَى الوَحَى، ويسمى الرسالة والكتاب والإشارة وحيًا، وأَوْحَى ووحَى لغتان، والإلهام يسمى وحيًا.