قوله تعالى: {فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور 48 لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور 49 أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير 50 وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم 51 وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم 52 صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور 53}
صفحة 6275
- الجزء 9
  · الأحكام: يدل قوله: {فَإِنْ أَعْرَضُوا} الآية، أن المعرض جانٍ على نفسه، وأُتِيَ من قِبَلِهِ لا من قِبَلِ الله ورسوله، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ.
  ويدل قوله: {وَمَا كاَنَ لبِشَرٍ} أن كلامه مع عباده لا يخلو من هذه الأوجه الثلاثة.
  وتدل على حدث كلامه؛ لأنه قرن به أمارة الاستقبال، فقال: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ}.
  وتدل أنه لا يُرى في الجنة؛ إذ لو رئيَ وكلمهم لخرج من الوجوه الثلاثة إلى المشافهة.
  ويدل قوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي} أن الهداية: الدلالة والبيان، وأن الرسول يهدي، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ في الوجهين.
  ويدل قوله: {أَلَا إِلَى اللَّهِ} على زجر ووعيد، وحث على الطاعة، وأن الجزاء عنده.