التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون 11 والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون 12 لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين 13 وإنا إلى ربنا لمنقلبون 14 وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين 15}

صفحة 6284 - الجزء 9

  و (يونس)، و (الروم)، و (فاطر)، وزاد نافع: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا}⁣[الأنعام: ١٢٢] و {لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا}⁣[الحجرات: ١٢] و {الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا}⁣[يس: ٣٣] فشددها كلها.

  وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر، وعاصم كل ذلك بالتخفيف، وهما لغتان، وقرأ أبو جعفر: «جُزًّا» مشددة بغير همز كلَّ القرآن، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر: «جُزُءا» بضم الزاي مهموزا كلَّ القرآن، والباقون ساكنة الزاي مهموزًا كل القرآن، وكلها لغات صحيحة.

  · اللغة: النشر: ضد الطي، ومنه: نشر الله الموتى، أي: أحياهم بعد إماتتهم، كأنه كان مطويًّا بالموت من النماء والتصرف، وأنشر الموتى فنشروا أحياهم فحيوا.

  استوى: اعتدل، واستوى إليه: قصد وأقبل، واستوى: استقر، واستوى: استولى وقدر.

  والمُقْرِنُ للشيء: المطيق له، أَقْرَنَ يُقْرِنُ إقرانًا إذا أطاق وقوي عليه، ومنه: فلان قِرْنُ فلان: إذا كان له من القوة مثل ما له، وقد قيل: في قوله ÷: «الشمس تطلع من قرني الشيطان» أي: تطلع من قوة الشيطان، أي حين يتحرك ويتسلط، منهي عن الصلاة في ذلك الوقت، لما يلحقه من الوسوسة والأذى.

  · الإعراب: «ظُهُورِهِ» أضاف الظهور إلى الواحد؛ لأنه في معنى الجمع لا الجنس، والرهط، ونحوها من أسماء الجنس، وقيل: أراد الإبل؛ إذ لا يقال للسفينة ظهر، وقيل: الآية كناية عن بعض الأنعام؛ لأن كلها لا تركب، وقيل: تقديره: لتستووا على