التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين 46 فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون 47 وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون 48 وقالوا ياأيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون 49 فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون 50 ونادى فرعون في قومه قال ياقوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون 51 أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين 52 فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين 53 فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين 54 فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين 55 فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين 56}

صفحة 6313 - الجزء 9

  قرأ حمزة والكسائي والأعمش ويحيى: «سُلُفًا» بضم السين واللام، قال الفراء: هو جمع سليف، قال أبو حاتم: سَلَف وسُلُف، نحو خَشب وخُشُب، وعن القاسم بن معن: تقول العرب: مضى سليف من الناس، وعن ابن مسعود «سُلَفًا» بضم السين وفتح اللام، وهي جمع سُلْفَةٍ، نحو: طرفة وطُرَفٍ، وغرفة وغرف، وقرأ أهل الحجاز والشام والبصرة وعاصم بفتح السين واللام جمع سالف، مثل:

  حارس وحَرَسٍ، وراصد ورَصَدٍ.

  وفَتَحَ الياء من «تَحْتِيَ» نافع وابن كثير وأبو عمرو، ولم يفتحه ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي.

  · اللغة: النكث بفتح النون، والنقض واحد، وهو مصدر: نكث نَكْثًا، والنكث والنقض بكسر النون: الاسم، وهو ما نكث من نسائج الصوف، والجمع: أنكاث، ومنه: {مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا}⁣[النحل: ٩٢].

  استخف قومه: حملهم على الخفة والجهل، يقال: استخفه عن رأيه، إذا حمله على الجهل، وأزاله عما كان عليه من الصواب، واستخفه وأخفه: أزال حلمه، وحمله على الخفة.

  والأسف: الغضب، والأسف: الحزن، يقال: أَسِفَ [عليه] يَأْسَفُ أَسَفًا، أي: أغضبه فغضب، وأحزنه فحزن.

  والسَّلَفُ: نقيض الخَلَفِ، وهو المتقدم على غيره قبل مجيء وقته، ومنه السلف في البيع.