قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين 46 فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون 47 وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون 48 وقالوا ياأيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون 49 فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون 50 ونادى فرعون في قومه قال ياقوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون 51 أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين 52 فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين 53 فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين 54 فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين 55 فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين 56}
  · الإعراب: (أم) بمعنى (بل)، وليس بعطف عند الأكثر، وعن الفراء وجماعة الوقف على قولهْ «أم» على تقدير: أتبصرون أم لا تبصرون، وتمام الكلام عنده، ثم ابتدأ فقال.
  {أَنَا خَيْرٌ} على الإخبار، وقيل: (أم) بمعنى الاستفهام، وفيه محذوف، أي: أنا خير أم موسى؟ وقيل: (أم) عطف على المعنى تقديره: لي ملك مصر، وهذه الأنهار، فبهذا تعرفون فضلي، وأنا خير من هذا، عن أبي مسلم.
  {فَلَوْلَا أُلْقِيَ} أي هلّا.
  {مُقْتَرِنِينَ} أي: في حال الاقتران.
  · النظم: يقال: كيف تتصل قصة موسى بما قبلها؟
  قلنا: قيل: لما تقدم السؤال عن أحوال الرسل وما جاؤوا به؛ اتصل به حديث موسى وعيسى؛ لأن أهل الكتابين إليهما ينسبون، وكتاباهما أظهر وأشهر.
  وقيل: لما تقدم ذكر تكذيب قومه له، ذكر حديث موسى تسلية له، أي: حالك مع قومك كحال موسى مع قَومه، وآل الأمر إلى ظهوره، كذلك أمرك.
  وقيل: تقديره: ليست بأمر مكذوب، وقد كُذِّبَ موسى والأنبياء قبلك.
  · المعنى: ثم ذكر حديث موسى #، فقال - سبحانه -: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا» أي: