التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين 67 ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون 68 الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين 69 ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون 70 يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون 71 وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون 72 لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون 73}

صفحة 6325 - الجزء 9

  وحذر بقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ} عن الإصرار على المعصية، والتسويف بالتوبة أن الساعة تجيء بغتة، ولا يمكن التلافي.

  ويدل قوله: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} أن الظلم واقع من جهتهم، وليس من خلق الله تعالى.

قوله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ٦٧ يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ٦٨ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ٦٩ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ٧٠ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٧١ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٧٢ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ٧٣}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم: «تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ» بزيادة هاء في آخره، وكذلك هو في مصاحفهم، الباقون: «تَشْتَهِي» بحذف الهاء، وكذلك في مصاحفهم.

  قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر «يَا عِبَادِيْ» بإثبات الياء في الوصل وسكون الياء، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم بحذف الياء، وقرأ أبو عمرو بإثباتها في الوصل دون الوقف، وقرأ أبو بكر عن عاصم بفتح الياء، ولم يفتحه غيره.

  · اللغة: الأخلاء: جمع خليل، والفعل منه الخِلاَلُ والمُخَالَّةُ، والخَلَّة، والمخالة والخلال