التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين 67 ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون 68 الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين 69 ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون 70 يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون 71 وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون 72 لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون 73}

صفحة 6326 - الجزء 9

  على بناء مُفَاعَلةٍ وفعالٍ، يكون بين اثنين نحو: القتال والمقاتلة، والحوار والمحاورة، وفي التنزيل: {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ}⁣[البقرة: ٢٥٤]، [و] [فِيهِ {وَلَا خِلَالٌ}⁣[إبراهيم: ٣١]. وقيل: أصل الخليل من الاختصاص، وقيل: من الفقر، كأنه يفتقر إليه دون غيره، وقيل: من الخلل كأن كل واحد وصل نفسه بصاحبه، وخلط جسمه بجسمه، عن أبي مسلم.

  والحَبْرَةُ: النعمة، والحَبْرَةُ والحبور: السرور، وسمي بذلك لأنه يبين في وجه صاحبه الأثر، والحِبْرُ والحَبَار: الأثر، ومنه الحديث: «يخرج رجل من أهل النار قد ذهب حِبْرُهُ وسِبْرُهُ» أي: جماله وهيئته، وقيل: الحَبْرُ والسَّبْرُ بالفتح فيهما، ورجل حَبْرٌ وحِبْرٌ: إذا كان عالمًا.

  والصحاف: جمع صحفة، وهي الجَامَاتُ التي تؤكل فيها الأطعمة.

  والكوب: إناء على صورة الإبريق، لا أذن له ولا خرطوم، وجمعه: أكواب، وقيل: إنه كالكأس للشراب، قال الأعشى:

  صِرِيفِيَّةٌ طَيِّبٌ طَعْمُهَا ... لَهَا زَبَدٌ بَيْنَ كُوبٍ وَدَنٍّ

  · الإعراب: يقال: لِمَ جاز حذف الياء من «يا عبادي»؟

  قلنا: لدلالة الكسر، وجاز إثباته على الأصل.

  و «المتقين» نصب على الاستثناء.