التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون 86 ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون 87 وقيله يارب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون 88 فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون 89}

صفحة 6337 - الجزء 9

  تَسْعَى الْوُشَاةُ جَنَابَيْهَا وقِيلَهُمُ ... بِأَنَّكَ يَا ابْنَ أَبي سُلْمَى لَمَقَتْوُلُ

  يعني يقولون.

  وقرأ الأعرج: «وقيلُهُ» برفع اللام على الابتداء، وجوابه: «إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ» وقيل: تقديره: وعنده علم الساعة ويعلم قيله.

  قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر: «فسوف تعلمون» بالتاء على الخطاب، والباقون بالياء كناية عن {قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ}.

  · اللغة: الشفاعة: مسألة الطالب الحاجة لغيره، وهو على وجهين: عفو عن ذنب، وتبليغ منزلة أَجَلَّ من منزلته، والنبي ÷ يشفع لأمته على هذين في التائب، والمؤمن، وأصحاب الصغائر، وأصل الباب الضم، ومنه: الشفع خلاف الوتر.

  والصفح: العفو عن الذنب، وأصله: الإعراض، يقال: صفحت عنه: أعرضت، ومنه: الصَّفُوحُ، اسم من أسماء الله تعالى.

  · الإعراب: اختلفوا في محل (مَنْ) في قوله: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ} قيل: محله خفض؛ لأن المراد به عيسى وعزير، تقديره: لا يشفعون إلا لمن شهد بالحق وقيل: محله رفع، وتقديره: ولا يملك الَّذِينَ يدعون، وهم الأوثان من دونه الشفاعة كما زعموا إلا من شهد بالحق، وهم عيسى وعزير والملائكة.