التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {حم 1 والكتاب المبين 2 إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين 3 فيها يفرق كل أمر حكيم 4 أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين 5 رحمة من ربك إنه هو السميع العليم 6 رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين 7 لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين 8}

صفحة 6342 - الجزء 9

  · القراءة: قرأ حمزة وعاصم والكسائي: «رَبِّ السَّمَاوَاتِ» بكسر الباء من (رَبِّ) ردًّا على قوله: {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} تقديره: رحمة من ربك رب السماوات، وقرأ الباقون بالرفع ردا على قوله: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، وقيل: على الابتداء.

  · اللغة: البركة: نماء الخير، ونقيضه: الشؤم: نماء الشر.

  والإنذار: الإعلام بمواضع الخوف لتتقى، وبموضع الأمن ليجتبي. أَنْذَرَ فهو مُنْذِرٌ، والله تعالى أنذر عباده بأتم الإنذار.

  والفرق: الفصل بين الشيئين، ومنه: الفرقان، ومنه: طلع الفرقان، أي: الصبح، يفرق بين الليل والنهار.

  واليقين: سكون النفس إلى الشيء، ومثله العلم، ونقيضه: الشك والجهل.

  · الإعراب: «حم» محله كسرٌ للقسم.

  «أَمْرًا» قيل: نصب على المصدر، وقيل: على المدح، عن أبي مسلم، وقيل:

  نصب على معنى: يفرق كل أمر فرقًا وأمرًا، فوضع «أَمْرًا» موضع «فرقًا» فهو نصب على المصدر، عن الفراء، وقيل: نصب على الحال.

  «رحمةً» نصب على تقدير: رحم رحمة، وهو مصدر وُضِعَ موضع الحال.

  · المعنى: «حَم» قد بَيَّنَّا ما قيل فيه، وأنه اسم للسورة، أو إشارة إلى أنه معجز حيث ألف