التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين 40 يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون 41 إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم 42 إن شجرت الزقوم 43 طعام الأثيم 44 كالمهل يغلي في البطون 45 كغلي الحميم 46 خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم 47 ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم 48 ذق إنك أنت العزيز الكريم 49 إن هذا ما كنتم به تمترون 50}

صفحة 6360 - الجزء 9

  والفصيل: ولد الناقة؛ لأنه انفصل عن أمه، والمفاصل: مفاصل العظام، ومنه: {وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيءٍ}⁣[يوسف: ١١١] أي: بيانه، والفرق بينه وبين غيره، ويوم الفصل: يوم القيامة يفصل بين المحق والمبطل.

  والوقت: الزمان، والموقوت: الشيء المحدود، والميقات: مصير الوقت، وسميت القيامة ميقاتًا؛ لأنها وقت للجزاء.

  والمولى: الصاحب والصديق، والمولى: ابن العم، والمولى: المعتق المنعم عليه، والمولى: الولي، والمولى: الأولى من ذلك.

  والمُهْل: شيء يذاب بالنار حتى يشتد حره كالذهب والفضة والرصاص ونحوها، وهو مهل؛ لأنه يمهل في النار حتى يذوب.

  والحميم: الحار.

  والعَتْلُ: الذهاب بشدة وعنف، ومنه: العُتُلُّ: الجافي الغليظ، عَتَلَهُ يَعْتِلُهُ عتلاً، وقيل: هي أن تأخذ بِتَلْبِيبِ الرجل، فتجره إليك، وقيل: العُتُّل: السريع إلى الشيء.

  · الإعراب: اختلفوا في محل قوله: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} قيل: محله رفع بدلاً من الاسم المضمر في {يُنْصَرُونَ}، وإن شئت جعلته ابتداء، وأضمرت خبره، تقديره: إلا من رحم الله، فيغني، وقيل: محله نصب على الاستثناء والانقطاع عن أول الكلام.

  {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى} الأول والثاني كسر، وأصله مَوْلَيٌ؛ لأن الياء لما تحركت وقبلها حرف مفتوح قلبتها ألفًا ساكنة.