قوله تعالى: {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين 40 يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون 41 إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم 42 إن شجرت الزقوم 43 طعام الأثيم 44 كالمهل يغلي في البطون 45 كغلي الحميم 46 خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم 47 ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم 48 ذق إنك أنت العزيز الكريم 49 إن هذا ما كنتم به تمترون 50}
  · النزول: قيل: نزل قوله: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ ٤٣ طَعَامُ الْأَثِيمِ}، في أبي جهل، وكان يقول: ما بين جبليها أعز وأكرم مني، عن قتادة. فيقال له يوم القيامة توبيخًا:
  {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} كما زعمت، ولما سمع هذه الآية جاء بتمر وزبد قال: نحن [نتزقم] هذا أي: ملاقو هذا فلا يضرنا، وروي أنه قال: إن كان محمد يوعدنا بالزقوم فتزقموا، فإنا لا نعرف ذلك إلا هذا.
  وروي أن النبي، ÷ أخذ بيد أبي جهل، وقال: «أولى لك، ثم أولى لك فأولى» فقال: تهددني يا محمد، والله يا محمد ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئًا، إني لمن أعز هذا الوادي وأكرمه، فنزلت فيه: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
  · المعنى: ثم عقب الوعيد بذكر القيامة، فقال تعالى: «إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ» يعني يوم القيامة، وفيه يفصل الله بين الخلق أمورهم «مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ» يعني وقتهم الذي أمهلهم إليه.
  ثم وصف ذلك اليوم، فقال تعالى: {يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيئًا} أي: لا يدفع صديق عن صديق، ولا ابن عم عن ابن عمه، ولا ولي عن وليه شيئًا من العذاب الذي نزل به «وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ» أي: لا ينصره أحد عن ذلك، «إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ» الاستثناء من النفي إثبات يعني مَنْ | من المؤمنين، أي: أنعم عليهم وأنه يغني ويشفع، والرحمة: النعمة على المحتاج، وقيل: لا يشفع أحد لأحد إلا من