قوله تعالى: {إن المتقين في مقام أمين 51 في جنات وعيون 52 يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين 53 كذلك وزوجناهم بحور عين 54 يدعون فيها بكل فاكهة آمنين 55 لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم 56 فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم 57 فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون 58 فارتقب إنهم مرتقبون 59}
  · اللغة: الاتقأء أصله: الاجتناب عن الشيء، والتقي: الخائف يجتنب موضع المخافة، اتقى اتقاء، ومنه التقوى، وهو في الشرع اسم مدح، كاسم المؤمن، والتقي هو اسم لمن اجتنب ما نَهِيَ عنه، وهو على ضربين: اجتناب عن ترك الواجبات، واجتناب عن فعل القبائح، يقال: رجل تقي، ورجيل متَّق.
  والإستبرق: الديباج، قيل له الإستبرق لشدة بريقه، وقيل: اسم مُعَرَّبٌ، ولا يقال: إنه فارسي؛ لأنه ليس في القرآن غير العربي، ولأنه ليس في لغة الفرس إستبرق.
  والحُورُ: جمع حوراء، وهو شدة البياض، ومنه الحُوَارِيُّ: لشدة بياضه، وحَوَّرْتُهُ: بَيَّضْتُهُ.
  والعيناء: واسعة العين، الحسنة.
  والوقاية: حفظ الشيء، وقاه الله وقاية.
  والارتقاب: الانتظار.
  · الإعراب: «فضلاً» نصب على المصدر، أي: فضل الله فضلاً، وقيل: بنزع حرف الصفة، أي: ذلك الفضل منه، وقيل: نصب على الحال.
  · المعنى: ثم عقب الوعيد بذكر ما أعد للمتقين، فقال - سبحانه -: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ» الَّذِينَ يتقون معاصي الله «فِي مَقَامٍ» في موضع إقامة «أَمِينٍ» قيل: أمنوا العذاب، وقيل: