قوله تعالى: {إن المتقين في مقام أمين 51 في جنات وعيون 52 يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين 53 كذلك وزوجناهم بحور عين 54 يدعون فيها بكل فاكهة آمنين 55 لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم 56 فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم 57 فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون 58 فارتقب إنهم مرتقبون 59}
  «وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ» أي: خلصهم عنها «فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ» أي: ذلك فضل من الله.
  ومتى قيل: إذا كان مستحقًّا فكيف يكون فضلاً؟
  قلنا: سبب الاستحقاق هو التكليف والتمكين، وهو فضل منه.
  وقيل: لأنه خَلَقَ وأنعم، فاستحق أن يُعْبَدَ ويُشْكَر، فإذا جَزَى على الفعل كان فضلًا.
  وقيل: لأنه أعطى المستحق وزاد، وأعطى على القليل كثيرًا.
  وقيل: إن هذه الأفعال لا منفعة فيها للقديم - سبحانه -، فإذا أثاب عليها ثوابًا مؤبدًا كان فضلًا.
  «ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» الظفر العظيم الشأن «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ» أي: سهلناه، يعني القرآن كناية عن غير مذكور، وقيل: كناية عن الكتاب، وقد تقدم ذكره في أول السورة، ومعنى «يسرناه» أي: جعلناه بالعربية ليسهل عليك «لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ» أي: ليتذكروا ما فيه من الأمر والنهي، والوعد والوعيد «فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ» أي: ارتقب المجازاة فإنهم مرتقبون، يعني في حكم المرتقب، من حيث يأتيه في عاقبة أمره، فالمحسن يرتقب عاقبة الإحسان، والمسيء عاقبة الإساءة، وقيل: انتظر بهم عذاب الله فإنهم ينتظرون بك الدوائر، وقيل: انتظر النصر والقهر، فإنهم ينتظرون - بزعمهم - قهرك.
  · الأحكام: تدل الآية أن غير المتقي لا يكون في الجنة.