قوله تعالى: {حم 1 تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم 2 إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين 3 وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون 4 واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون 5}.
  وأما الرفع فعلى الابتداء، وخبره في حرف الصفة.
  قال علي بن عيسى: الكسر على تقدير: (إنّ)، لا على وجه العطف على الآيات الأول؛ لأنه لا يجوز العطف على عاملين.
  فأما ما روي في قراءة أبي بن كعب: «وما يبث من دابة لآياتٌ» بالرفع وإدخال اللام فلا يجيزها الكسائي، كما لا يجيز: في الدار لَزَيْدٌ.
  · اللغة: التنزيل: مصدر نَزَّلَ تنزيلاً، ووضع هذا مَوْضِع مُنَزَّل.
  والبث: التفريق، بَثَّهُ يَبُثُّهُ بثًّا.
  والدابة في الأصل: ما يدب، وفي العرف: اسم لنوع من الحيوان، وقد ورد القرآن بها على الأصل.
  والرزق: العطاء الجاري، وحدُّه في الشرع ما له أن ينتفع به، وليس لأحد منعه.
  · الإعراب: {وَاخْتِلَافِ} كسر بتقدير: وفي اختلاف، وكذلك في: (تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ).
  · المعنى: «حم» قد بَيَّنَّا ما قيل فيه، وأن بعضهم قال: اسم السورة، وبعضهم قال: إشارة إلى أن القرآن معجز، وبعضهم قال: إشارة إلى حدث القرآن، وبعضهم قال: هي مفاتيح أسماء الله تعالى. «تَنزِيلُ الْكِتَابِ» أي: أنزله الله في كتابه «مِنَ اللَّه الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ» أي: إنزاله من الله تعالى بأمره، و «الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ» قيل: من صفات الله