التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون 12 وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 13 قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون 14 من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون 15}

صفحة 6376 - الجزء 9

  · الأحكام: يدل قوله: «نتلوها ...» الآية، أنه أراد من الجميع التدبر فيها والإيمان.

  ويدل وصفه بأنه حديث على حدثه.

  ويدل قوله: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ} عَلَى وعيد كل كذاب، فيدخل فيه كل مبتدع وفاسق.

  ويدل قوله: {يَسْمَعُ [آيَاتِ اللَّهِ] تُتْلَى} الآية، أن مجرد السماع لا يكفي، حتى يتدبر ويعلم ويفصل، فيستحق الثواب.

  ويدل قوله: {هَذَا هُدًى} أن القرآن دلالة، وأن الهدى ليس خلق الإيمان، وأنه بمعنى الدلالة، وأن المعرض ههنا يستحق العقاب.

  وتدل أن الكفر فعلُ العبد، ليس بِخَلْقِ الله تعالى.

قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٢ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ١٣ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٤ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ١٥}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر: «ليُجْزَى» بضم الياء وفتح الزاي على ما لم يسم فاعله، قال أبو عمرو: وهو لحنٌ ظاهر، وقال الكسائي: معناه ليُجْزَى الجزاء قومًا.

  وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: «لِنَجْزِيَ قَومًا» بالنون وكسر الزاي، على