التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون 12 وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 13 قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون 14 من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون 15}

صفحة 6377 - الجزء 9

  أن الجزاء مضاف إلى الله - تعالى، وفتحوا الياء، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم: «لِيَجْزِيَ» بالياء مفتوحة وكسر الزاي وفتح الياء الأخير، ترجع الكناية إلى اسم الله تعالى، وقد تقدم.

  وأجمع القراء على كسر الميم في قوله: «جميعًا مِنْهُ» أي: من جهته وخلقه، وعن بعضهم: «مَنُّهُ» بفتح الميم ورفع النون مشددة، والهاء مضمومة يعني جميع ذلك نِعَمُهُ، ولا تجوز القراءة به، ولعله فسره به.

  · اللغة: التسخير: تذليل الشيء، فتسخير البحر: جَعْلُهُ على وجه تجري فيه السفن، وتسخير [السماوات وما] فيها من النجوم لتجري على ما قدره الله تعالى لمنافع عباده، وتسخير السحاب: بأن يثبتها حيث يشاء، وتثبيتها حتى تمطر، وتسخير الأرض: جعلها قرارًا، وإخراج النبات منها أقواتًا، كل ذلك من مدبر حكيم.

  والتفكر والنظر: طلب المعنى بالقلب، وهو النظر في الأدلة ليعرف الحق.

  والأيام: جمع يوم، وهو اسم لساعات النهار، ثم يستعمل في الأوقات، يقال: أيام النِّعَمِ، وأيام المحن، وأيام بني العباس.

  · الإعراب: «يغفروا» جواب أمر محذوف دل عليه الكلام، تقديره: قل لهم اغفروا يغفروا، وقوله: (قل لهم) يغني عنه.