قوله تعالى: {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين 16 وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 17 ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون 18 إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين 19 هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون 20 أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون 21}
  والرزق: العطاء الجاري على الوقت والتوظيف.
  والبغي: طلب الرفعة بما لا يسوغ في الحكمة، وأصله من الطلب.
  والشريعة: العلامة المؤدية إلى المقصود من الخير، والشريعة: الطريقة.
  · الإعراب: {بَغْيًا} قيل: نصب على الحال. {سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} على الابتداء والخبر.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {أَمْ حَسِبَ} الآية، في نفر من مشركي مكة، قالوا للمؤمنين: إن كان ما تقولون حقًا لنفضلن عليكم في الآخرة كما فضلنا عليكم في الدنيا.
  وقيل: نزلت في شيبة وعتبة والوليد. قالوا يوم بدر للذين [آمنوا علي وحمزة وعبيدة بن الحارث حين برزوا إليهم فقتلوهم]،
  · المعنى: لما تقدم ذكر نعمه ومقابلتهم ذلك بالكفران، بَيَّنَ ما كان من بني إسرائيل من مقابلة النعم بالكفران، فقال - سبحانه -: «وَلَقَدْ آتَينَا» أي أعطينا «بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ» يعني التوراة، وقيل: كتب الأنبياء في بني إسرائيل، عن أبي علي، وقيل: ما كتبه الله عليهم من الفرائض والأحكام، عن أبي مسلم. «وَالْحُكمَ» قيل: العلم بالدين، وقيل: الحُكْمُ: الفصل في الأمور بين الناس «وَالنُّبُوَّةَ» فبعث منهم أنبياء «وَرَزَقْنَاهُمْ