التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون 22 (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون 23 وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون 24 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين 25}

صفحة 6384 - الجزء 9

قوله تعالى: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ٢٢ (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٢٣ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ٢٤ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٥}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «غَشْوَةً» بفتح الغين وسكون الشين بغير ألف على معنى وقعة، وقرأ الباقون بالألف وكسر الغين وفتح الشين، والمعنى واحد، وهو الغطاء، يقال: غشيت الشيء غطيته، ومنه: الغاشية للسرج.

  · اللغة: الهوى: هوى النفس مقصور، والهواء: الجو ممدود، وهوى النفس: هو الميل إلى مَنْ تُحِبُّهُ، وهو مذموم على الإطلاق، ويقال فيما يضاف إلى ما لا يذم، فيقال: هواي مع صاحب الحق، أي: ميلي، وهوت الناقة تَهْوِي هُوِيًّا: إذا جرت شديدًا، والهواء: الجو، أصله من الجو.

  والدهر: الزمان. وروي في حديث ابن مسعود: «وما يهلكنا إلا دهر يمر» وهذا محمول على التفسير، وفي الحديث: «لا تسبوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر»، فمعناه: أن العرب كانت تقول عند النوازل: أصابنا الدهر، فقيل لهم: لا تسبوا