التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين 31 وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين 32 وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون 33 وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين 34 ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون 35 فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين 36 وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم 37}.

صفحة 6392 - الجزء 9

  والجَرْمُ: القطع، والإجرام: الانقطاع إلى الفساد.

  وأيقن واستيقن وعلم بمعنى، وهو أن تسكن النفس إلى أن معتقده على ما اعتقده عليه.

  والبُدُوُّ: الظهور، بدا يَبْدُو بُدُوًّا.

  والحيقُ: ما يشتمل على الإنسان من مكروه فعله، حاق به الأمر يحيق: إذا لزمه ووجب عليه.

  والاستعتاب: الإقالة، استعتبه: إذا استقال فأقاله، وعتب عليه: إذا وجد عليه، فإذا قاوضه فأعتب عليه فيه، قيل: عاتبه، فإذا رجع إلى مسرتك فقد أعتب، والاسم العتبى.

  · الإعراب: يقال: ما جواب (أَمَّا) في قوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا}.

  قيل: في قوله: {أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي} إلا أن الألف تقدمتها؛ لأن لها صدر الكلام، وهو ألف استفهام والمراد التقرير.

  وقيل: جوابه محذوف، والفاء في قوله: {أَفَلَمْ} دليل عليها، تقديره: يقال لهم «ألم»، عن الزجاج.

  فأما قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ} فجوابه محذوف، وتقديره: يقال لهم: أكفرتم.

  · المعنى: لما تقدم الوعد عقبه بالوعيد، فقال - سبحانه -: «وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ» أي: يقال لهم توبيخًا وتهجينًا: إذا عاينوا العذاب «أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي» حججي في التوحيد والعدل، وقيل: القرآن وسائر الأحكام «تُتْلَى عَلَيْكُمْ» أي: تقرأ «فَاسْتَكْبَرْتُمْ» أي: