قوله تعالى: {حم 1 تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم 2 ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون 3 قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين 4 ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون 5}
  أحدهما: أن الإنزال على القديم لا يجوز.
  والثاني: أن قوله: {مِنَ اللَّهِ} يقتضي الفعلية، كقوله: الإحسان والنعم منه.
  ويدل قوله: {الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} أنه جعله معجزة، وأنزله بحسب المصالح والحكمة؛ لأن قوله: {الْعَزِيزِ} الذي يمتنع مثله على العباد، والحكيم المُحْكِم المُبَيِّن للأحكام.
  ويدل قوله: {إِلَّا بِالْحَقِّ} أن ما ليس بحق ليس هو من عنده؛ ليصح هذا الإطلاق.
  ويدل قوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ} الآية على وجوب التفكر في الأدلة وذم المعرض.
  وتدل على أن الإعراض فعلُهم، ليس بخلق الله تعالى.
  ويدل قوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ} على أشياء:
  منها: أن العبادة تستحق بأصول النعم، كخلق الأشياء؛ لذلك جعل علة قبح عبادة غيره نفي المشاركة في خلقها.
  ومنها: صحة الحجاج في الدين.
  ومنها: جواز مطالبة المبطل بالحجة فيما يذهب إليه.
  ومنها: أن الحجة ثلاث: عقل، وكتاب، وسنة، فلذلك طالبهم بهذه الثلاثة.
  ومنها: قبح عبادة من لا ينفع ولا يضر.
  ومتى قيل: كيف يوصف الجماد بالغفلة؟
  قلنا: لما وصفوهم بصفة الأحياء أطلق عليها هذه الصفة.