التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين 6 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين 7 أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم 8 قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين 9 قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين 10}.

صفحة 6401 - الجزء 9

  · الإعراب: يقال: أين جواب قوله: {إِنْ كاَنَ من عِندِ اللَّهِ} قلنا: فيه قولان:

  قيل: محذوف بتقدير: فآمن أتؤمنون؟ عن الزجاج.

  وقيل: قوله: {فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} أفما تهلكون؟

  وقيل: جوابه {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ}، عن الحسن.

  يقال: {أَمْ يَقُولُونَ} عطف على ماذا؟

  قلنا: تقديره: يقول هَؤُلَاءِ الكفار: هذا سحر أم يقولون: افتراه محمد.

  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} في عبد الله بن سلام، عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، والحسن، وقتادة، وابن زيد.

  وقيل: هو موسى #، عن مسروق، وقال: نزلت السورة بمكة.

  وقيل: السورة مكية إلا هذه الآيات، فإنها مدنية، عن الكلبي.

  وقيل: لما أسلم عبد الله بن سلام، قال للنبي ÷: إن اليهود قوم بهت، فادعهم وسلهم قبل أن يعلموا بإسلامي، فدعاهم رسول الله ÷ وسألهم عنه، فقالوا: خيرنا وابن خيرنا، فخرج عبد الله وأظهر الإسلام، فكذبوه ورموه بالقبيح.

  · المعنى: ثم أكد تعالى ما تقدم من الاحتجاج، فقال - سبحانه -: «وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ» أي: جُمعوا ليوم القيامة «كَانُوا» يعني الأوثان وكل معبود سوى الله «لَهُمْ» أي: لِمَنْ عبده