قوله تعالى: {وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين 6 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين 7 أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم 8 قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين 9 قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين 10}.
  «أَعْدَاءً» ولا حسرة أعظم من أن يعبد شيئًا ويتخذه إلهًا، وإذا احتاج إليه صار عدوًّا، وقيل: الكفار يكونون أعداء للأوثان لما عاينوا العذاب وعلموا أنه ينالهم ذلك بسببها، «وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ» قيل: الأصنام يجحدون أن تكون دعت الكفار إلى عبادتها، أو شعرت بذلك، وذلك حين أنطقها الله، ونظيره قوله - سبحانه -: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}[القصص: ٦٣]، «وَإِذَا تُتْلَى» تقرأ «عَلَيْهِمْ» على الكفار «آيَاتُنَا»، عن أبي علي، وقيل: آيات القرآن، عن أبي مسلم. «بَيِّنَاتٍ» واضحات. ظاهرات «قَالَ الَّذِينَ كفروا لِلْحَقِّ» وسائر الحجج «لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ» أي: تمويه ظاهر، وقيل: خداع بَيِّنٌ «أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ» اختلقه من عنده كذبًا، وزعم أنه منزل عليه، فإن قالوا ذلك، فـ «قُلْ» لهم: إن كنت افتريته يعني كذبت في هذا القرآن أنه منزل «فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيئًا» أي: لا تقدرون على دفع ما يريد الله بي إن كنتْ كذبت عليه جزاء افترائي على الله «هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ» أي: تتحاورونه بينكم، وتخوضون فيه «كَفَى بِهِ شهيدًا بَينِي وَبَينَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ» لذنوب التائبين «الرَّحِيمُ» بعباده يعطيهم على قليل العمل جزيل الثواب، قيل: يخوضون في أمر محمد ÷ وتكذيبه، ونفي معجزاته، وقيل: في القرآن، وقيل: غفور لم يعاجلهم بل أنظرهم، رحيم يقبل توبتهم، عن أبي مسلم. و «قُلْ» يا محمد «مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ» أي: ما أنا بأول رسول بعث، عن ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، يعني إذا لم أكن أول رسول، وقد خلت من قبلي الرسل فَلِمَ