قوله تعالى: {وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين 6 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين 7 أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم 8 قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين 9 قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين 10}.
  تنكرونني؟ «وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ» اختلف المفسرون فيه، فقيل: ما أدري ما يفعل بي ولا بكم في القيامة، فعند نزولها فرح الكفار، فقالوا: ما أمره وأمرنا إلا واحد، فنزل: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}[الفتح: ٢]، وقالوا: هنيئا لك يا رسول الله فما يفعل بنا، فنزل: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ}[الفتح: ٥]، عن أنس، وقتادة، وعكرمة، وهذا لا يصح؛ لأنه ÷ كان يعلم حاله وحال أوليائه وحال أعدائه، ولذلك كان يدعوهم إلى الإيمان، وينهاهم عن الكفر، ووعد وأوعد، وبشر وأنذر.
  ومتى قيل: هل يمكن حمله على وجه؟
  قلنا: إن حمل على أني لا أدري ما يفعل بي، فأعطى الشفاعة أم لا، ولا أدري ما يفعل بكم؛ لأني لا أعلم تفصيل عواقبكم.
  وقيل: لما اشتد البلاء بأصحاب رسول الله ÷ رأى فيما يرى النائم، وهذا بمكة - أنه خرج إلى أرض ذات نخل وشجر، فقال ÷ لأصحابه: «رأيت كذا فلا أدري أيكون. ذلك أم لا» فنزلت الآية، عن ابن عباس.
  وقيل: معناه في أمر الهجرة، لا أدري أُتْرَكُ ههنا أم أومر بالهجرة إلى موضع آخر، أو أومر إلى أي موضع.
  وقيل: لا أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا، فيما يأمرني به من حرب أو سلم، ومن تعجيل عقابكم أو تأخيره، عن الحسن، والسدي.