قوله تعالى: {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم 21 قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين 22 قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون 23 فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم 24 تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين 25}.
  قال سيبويه: لا ترى أشخاصهم لكن ترى مساكنهم، وأجاز الفراء هذه القراءة على الاستكراه، وذكر أن المفضل أنشده:
  وَنَارُنَا لَمْ تُرَ نَارًا مِثْلُهَا ... قَدْ عَلِمَتْ ذَاكَ مَعَدُّ أكرما
  فأنث الفعل؛ لأنه مثل النار، قال: وأجود الكلام أن تقول: لم تر مثلها نارًا، قال علي بن عيسى: وهذه القراءة ضعيفة في العربية.
  · اللغة: الأحقاف: جمع حِقْف، وهو الرمل المستطيل العظيم، لا يبلغ أن يكون جبلاً، وفي (مجمل اللغة): الأحقاف الرمال المائلة الواحدة حِقْفٌ، واحْقَوْقَفَ: مال، والحاقف: المائل، ومنه الحديث: «أنه مر بظبي حاقف في ظل شجرة»، قال ابن الأنباري: وهو الذي انحنى وتثنى في نومه، قال الشاعر:
  طَيَّ اللَّيَالِي زُلَفًا فَزُلَفَا ... سَمَاَؤَهُ الهِلاَلِ حَتَّى احْقَوْقَفَا
  رلَفُةُ أي: قِطَعُهُ، يعني كما تطوي الليالي سماوة الهلال، وهي شخصه قليلاً قليلاً، قال أبو مسلم: وهو في هذا الموضع اسم البلاد التي كانت بها عاد.
  الإفك: الكذب، سمي بذلك لتصرف الكلام فيه من الحق إلى الباطل، وأصله الصرف، ومنه: تأفكنا، أي: تصرفنا عنه بالإفك، أَفَكَ يَأْفَكُ: إذا كذب، وُيؤْفَكُ عنه يصرف، والمأفوك: المخدوع بالإفك.