قوله تعالى: {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون 26 ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون 27 فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون 28 وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين 29 قالوا ياقومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم 30}
  قراءة العامة: «فَلَمَّا قُضِيَ» بضم القاف على ما لم يسم فاعله، وقرأ أبو مجلز. وحبيب بن عبد الله: «قَضَى» بفتح القاف والضاد، يعني النبي ÷، أضاف القراءة إليه.
  · اللغة: التمكين: إعطاء ما يتمكن به من الفعل، ويدخل فيه القدرة والآلة وسائر ما يحتاج إليه، مَكَّنَهُ تمكينًا، قال ابن عرفة: التمكين: زوال الموانع، وذلك داخل في الأول، كما يحتاج في الفعل إلى الآلات، يحتاج إلى زوال الموانع، فإذا أزيحت العلة في جميع ذلك، فقد مكن.
  وحاق وحق، نحو: زال وزل.
  والتصريف: تصيير الشيء في الجهات تارة مع هذا، وتارة مع ذلك، وتصريف الآيات: تصييرها تارة بالإعجاز، وتارة بالإهلاك، وتارة في التذكير بالنعم، وتارة بتذكير النِّقَمِ، وتارة بوصف الأبرار، وتارة بوصف الفجار.
  والقربان: قال الكسائي: كل ما يتقرب به إلى الله تعالى من طاعة، ونُسُكٍ، والجمع: قرابين، كرهبان ورهابين. والإنصات: السكوت.
  · الإعراب: (إِنْ) في قوله: {إِنْ مَكَّنَّاكُمْ} توكيد، والمعنى: فيما مكناكم فيه.
  {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ} أي: هَلَّا نصرهم.
  · المعنى: ولما ذكر إهلاك عاد، وعظ قوم النبي ÷ وحذرهم أن ينزل بهم مثل ما نزل