التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم 31 ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين 32 أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير 33 ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون 34 فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون 35}.

صفحة 6432 - الجزء 9

  العزم، عن ابن زيد وأبي علي وجماعة؛ لأنهم عزموا على أداء الرسالة والصبر فيه، وتحمل الشدائد، وأداء ما أمروا به، وهذا هو الأوجه، وقيل: «مِنْ» للتبعيض وأراد بعضهم.

  ثم اختلفوا من هم، قيل: المذكورون في سورة (الأنعام).

  وقيل: الَّذِينَ أمروا بالقتال، وأظهروا المكاشفة، وجاهدوا، وقاسوا قومهم كإبراهيم، وموسى، وعيسى وغيرهم، عن أبي مسلم، والكلبي.

  وقيل: اثنا عشر من أنبياء بني إسرائيل، منهم من قتل، ومنهم من نشر بالمناشير، ومنهم من سلخ جلده.

  وقيل: هم ستة: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، وموسى، وهم المذكورون في سورة (هود) و (الشعراء).

  وقيل: أصحاب الشرائع، وهم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد.

  وقيل: نوح وإبراهيم، ويعقوب، ويوسف، وأيوب، ومحمد، صبروا على ما نالهم، عن مقاتل.

  وقيل: أربعة: نوح وإبراهيم، وموسى وعيسى، عن قتادة.

  وقيل: ثلاثة، ورابعهم محمد ÷، عن أبي العالية.

  واختلفوا في معنى «أولي العزم»، قيل: ذوو الحزم، عن ابن عباس، وقيل: ذوو الجد والصبر، عن الضحاك، وقيل: ذوو الرأي الصواب، عن القرظي، وقيل: الَّذِينَ عزموا على أداء الرسالة، وتحمل المشقة فيها، وهم جميع الرسل، عن أبي علي، وأبي مسلم.