التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم 1 والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم 2 ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم 3 فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم 4 سيهديهم ويصلح بالهم 5 ويدخلهم الجنة عرفها لهم 6}

صفحة 6436 - الجزء 9

  · القراءة: قرأ أبو عمرو ويعقوب، وحفص عن عاصم: «قُتِلُوا» بغير ألف وضم القاف من القتل، يعني الشهداء على ما لم يسم فاعله، واختاره أبو حاتم، والباقون: «قَاتَلُوا» بفتح القاف والألف من القتال، أي: باشروا القتال والجهاد، وعن الحسن، بضم القاف وحذف الألف مشددة مبالغة في القتل، وقرأ عاصم الجحدري بفتح القاف والتاء من غير ألف، يعني قَتَلُوا المشركين.

  · اللغة: الصد: الإعراض، والصد: صرف الغير عن الشيء، إما بالنهي أو المنع، أو الترغيب في خلافه، وهو لازم ومُتَعَدٍّ، وصَدَّ يَصِدُّ، وصَدَّه يَصُدُّهُ.

  والبَالُ: الحال والشأن، والبال: القلب أيضًا، ومنه قولهم: لا أبالي به، ومنه يقال للضمير: البال، يقال: خطر ببالي كذا، قال الشاعر:

  مَا بَالُ دَفِّكِ بِالْفِرَاشِ مُذَيَّلاً ... أَقَذًى بِعَيْنِكَ أَمْ أَرَدْتَ رَحِيلاَ

  وقال آخر:

  فَإِنْ تُقْبِلِي بِالْوُدِّ أُقْبِلْ بِمِثْلِهِ ... وَإِنْ تُدْبِرِي أَذْهَبْ إِلَى حَالٍ بَالِيًا

  والبال لا يجمع، كأخواته من الحال والشأن، وقيل: يجمع فيقال: بالات، والوجه هو الأول.

  والإثخان: إكثار القتل، وغلبة العدو وقهره، يقال: أوقع بهم فأثخن أي: أكثر القتل وقهر، ومنه: أثخنه المرض اشتد، وأثخنه الجراح.