قوله تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم 1 والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم 2 ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم 3 فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم 4 سيهديهم ويصلح بالهم 5 ويدخلهم الجنة عرفها لهم 6}
  والأوزار: السلاح، قال الأعشى:
  وَأَعْدَدْتُ لِلْحَرْبِ أَوْزَاوَهَا ... رِمَاحًا طِوَالاً وخَيْلاً ذُكُورَا
  والوزر: ما يحمله الإنسان، فسمي السلاح أوزارًا لذلك، ولأنها تثقل على لابسها، والوزر: الثقل المثقل للظهر.
  العرف: ضد النكر، والمعرفة: العلم، وعرفت الشيء: علمته، والعَرْفُ الأرَجُ الطيب، يقال: طيب الله عَرْفَكَ، أي: ريحك، وعَرَّفْتُ المرقة طيبتها، يقال:
  عَرَفَ: علم بالتخفيف، وعَرَّفَ: طيب بالتشديد، وعَرَّفَ غيره بالتشديد: أعلمه.
  · الإعراب: نصب {مَنًّا} و {فِدَآءً} بإضمار فعل تقديره: فإما أن تَمُنُّوا عليهم منًّا أو تفادوهم فداء.
  (ضَرْبَ الرِّقَابِ) أي: اضربوا الرقاب، نصب على الإغراء.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {الَّذِينَ كَفَرُوا} في المطعمين ببدر وكانوا عشرة أنفس.
  وقيل: نزلت في أهل الحديبية، منعوا رسول الله ÷ وأصحابه عن دخول مكة.
  وقيل: بل هو عام في جميع المشركين.
  وقيل: نزل قوله: «والَّذِينَ آمنوا» في الأنصار، وقيل: بل هو عام.
  وقيل: الَّذِينَ كفروا: أهل مكة، والَّذِينَ آمنوا: الأنصار، عن ابن عباس.