التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم 20 طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم 21 فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم 22 أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم 23 أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها 24 إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم 25}

صفحة 6457 - الجزء 9

  قرأ أبو عمرو ويعقوب: «وأُمْلِيَ لهم» بضم الألف وكسر اللام وفتح الياء، على ما لم يسم فاعله، وروي عن يعقوب بضم الألف وسكون الياء على أنه مضاف إلى الله تعالى، ومثله عن مجاهد وأبي حاتم، أخبر عن نفسه أنه يفعل ذلك، ونظيره: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}⁣[القلم: ٤٥] وقرأ الباقون: «أَمْلَى» بفتح الألف واللام وسكون الياء على فعل ماض، يعني الشيطان أملى لهم فاغتروا بوسوسته، وقيل: الله أملى لهم أي: أمهلهم حتى اغتروا.

  وقرأ يعقوب وأبو حاتم وسلام: «تَقْطَعُوا» بفتح التاء والطاء وسكون القاف مخففة من قَطَعَ يَقْطَعُ اعتبارًا بقوله: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}⁣[المومنون: ٥٣] والقراء أجمعوا على القراءة: «تُقَطِّعُوا» بضم التاء وفتح القاف وكسر الطاء وتشديدها، من قَطَّعَ يُقَطِّعُ، والمراد به المبالغة لأجل الأرحام.

  قراءة العامة: «إِنْ تَوَلَّيْتُمْ» بفتح التاء والواو واللام، وروي عن النبي ÷ من طريق الآحاد: «إِنْ وُلِّيتُمْ» من الولاية. وقرأ علي #: «تُوُلِّيتُمْ» بضم التاء والواو وكسر اللام، يعني إن وليتكم ولاة جائرة خرجتم معهم في الفتنة وعاونتموهم، وروي مثله عن يعقوب.

  · اللغة: العزم والقصد بمعنى، والعزم: العقد على الفعل بإرادة أن يفعله، والعازم: العاقد.

  والتدبر: النظر في عاقبة الأمر.

  والارتداد: الرجوع عن الحق إلى الباطل.

  وعسيتم: فعلتم مِنْ (عسى).