قوله تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم 31 إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم 32 ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم 33 إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم 34 فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم 35}
  يقال: وَتَرَ يَتِرُ نَقَصَ، وتره يتره نقصه، ومنه: «فكأنما وتر أهله وماله»، وأصله: القطع، ومنه التِّرَةُ، القطع بالقتل، والوتر انقطع بانفراده عن غيره.
  الأعلون: واحده الأعلى.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوْا} الآية في المطعمين يوم بدر وهم عشرة نفر، عن ابن عباس.
  وقيل: نزل في المنافقين.
  وقيل: نزل قوله: {وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} في بني أسد، ونذكر قصتهم في الحجرات. عن مقاتل.
  · المعنى: لما تقدم أنه يعلم أعمالهم عقبه بأنه مع علمه لا يجازيهم حتى يعملوا، فقال - سبحانه -: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ» أي: نعاملكم معاملة المختبر بالأمر والنهي «حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ» قيل: حتى يعلم أوليائي المجاهدين منكم، وقيل: نعامله معاملة من يطلب العلم، وقيل: حتى يتميز المعلوم، يعني المجاهد والمخلص من غيره، وذكر العلم وأراد المعلوم؛ لأن الاختبار يراد ليعلم المعلوم، وقيل: حتى يعلم المجاهد واقعًا، كما علمه غير واقع قبل وقوعه، ولما كان ذلك بالتكليف صار ذلك عبارة عن البلوى، ولا يجوز أن يحمل على أنه تعالى يعلمه في الحال ولم يكن عالمًا به؛ لأنه تعالى عالم لذاته لم يزل ولا يزال بجميع المعلومات، فلا