قوله تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم 31 إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم 32 ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم 33 إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم 34 فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم 35}
  للمؤمنين في الدنيا، والثواب في الآخرة، وأن الكفار مقهورون في الدنيا، ولا يغفر الله لهم في الآخرة، فلا تدعوا إلى الصلح «وَاللَّهُ مَعَكُمْ» أي: ناصركم، فلا تكونوا أولى الطائفتين ضَرَعَتْ إلى صاحبتها، عن قتادة. «وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ» قيل: لا ينقصكم أجور أعمالكم؛ بل يثيبكم عليها، ويزيدكم من فضله، عن مجاهد، وقيل: لن يظلمكم، عن ابن عباس، وقتادة، وابن زيد، والضحاك.
  · الأحكام: تدل الآيات على وجوه:
  منها: قوله: «لنبلونكم» ولو كان خلقًا له لما صح.
  ومنها: قوله مدحًا لهم: {الْمُجَاهِدِينَ} {وَالصَّابِرِينَ}.
  ومنها: قوله: {كَفَرُوا}، {وَصدُّوا}، {وَشَاقُّوا الرَّسُولَ}.
  ومنها: قوله: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}.
  ومنها: قوله: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ}.
  ومنها: قوله: {وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} وكل ذلك ينبئ أن أفعال العباد ليست بمخلوقة للّه تعالى.
  ويدل قوله: {وَلَا تُبْطِلُوا} أن طاعات المؤمن تبطل بالكبائر.
  ويدل قوله: {فَلَا تَهِنُوا} أنَّه لا يجوز موادعة الكفار إذا كان بالمؤمنين قوة. وصار ذلك كالدلالة على جوازه عند ظهور الضعف، وقيل: لا يجوز استدعاؤهم إلى