التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم 36 إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم 37 هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم 38}

صفحة 6471 - الجزء 9

  · اللغة: الإحفاء: الإلحاح في السؤال حتى ينتهى إلى مثل الحفاء، والمشي بغير حذاء، أحفى يحفي إحفاءً، قال أبو مسلم: الإحفاء في المسألة الإلطاف، ومنه: {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}⁣[مريم: ٤٧].

  والبخل: منع النفع الذي جرت العادة ببذله، بَخِلَ يَبْخَلُ بُخْلاً فهو بخيل وباخل، وفي الشرع: اسم لمنع الواجب من الزكاة وغيرها؛ لأنه اسم ذم، فلا يستحق إلا بمنع واجب، ودواعي البخل: النفس، والهوى، ووساوس الشيطان، ودعاء الإنس، وتصور نفع أو ضرر، ودواعي الجود: الحكمة، والعقل، والخواطر من جهة الله تعالى.

  والأضغان: الأحقاد والعداوة، واحدها: ضِغْنٌ.

  · الإعراب: (ما) في قوله: {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} (ما) الكافة، تكف (إِنَّ) عن العمل.

  «الْحَيَاةُ» رفع لأنه ابتداء وخبره: {لَعِبٌ وَلَهْوٌ}.

  {يُؤْتِكُمْ} جزم؛ لأنه جواب الشرط، تقديره: وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم.

  {وَلَا يَسْأَلْكُمْ} جزم لأنه بدل عن جواب الشرط، أي: إن تتقوا لا يسألكم.

  {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ} الأول تنبيه، والثاني: تأكيد، وقدم المخاطب على الغائب في {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا} لأنه ابتدأ بالأقرب مع أنه المفعول الأول، ويجوز مع الظاهر أن يسأله عن عنكم؛ لأنه غائب مع غائب، فالمتصل أولى أن يثبته من المنفصل.