التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا 1 ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما 2 وينصرك الله نصرا عزيزا 3 هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما 4 ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما 5}

صفحة 6476 - الجزء 9

قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ١ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ٢ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ٣ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ٤ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ٥}

  · اللغة: الفتح: ضد الإغلاق، وهو الأصل في الباب، ثم يستعمل في مواضع، فالفتح: الحُكْم، وكذلك الفُتاحَة، ومنه سمي الحاكم فاتحًا، وفي أسماء الله تعالى: الفَتَّاح، يعني الحاكم، والفتح: النصر، واستفتحت: استنصرت، وفواتح القرآن: أوائل السور، وباب مفتوح.

  قال أبو مسلم: للفتح وجوه من التأويل:

  منها فتح البلدان.

  ومنها: فتح الأبواب.

  ومنها: الحكم والقضاء، وهو فصل الأمر المختلط بين الخصوم.

  ومنها: العلم والتعلم، ومنه: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}⁣[الأنعام: ٥٩] وقوله: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ}⁣[الأنفال: ١٩] قال: هو العلم، وقال غيره: هو النصر.

  والسكينة والسكون والطمأنينة واحدة، وهو قوة القلب، وزوال الخوف؛ لأن الخائف خافق القلب، وعلى ضده الآمِن.