قوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا 1 ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما 2 وينصرك الله نصرا عزيزا 3 هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما 4 ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما 5}
  والفوز: النجاة والظفر بالخير، وسميت الفلاة مفازة تفاؤلاً بالفوز، وقيل: بل هو من فَوَّزَ الرجل هلك، وفَوَّزَ: ركب المفازة.
  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} بما قبله؟ وما الجالب للام؟
  قلنا: كما اختلفوا في معنى الآية، اختلفوا فيما سألت عنه، فمن حمل الفتح على العلم والنبوة، يقول: تقديره: فتح الله عليه بالإسلام، والنبوة والعلم؛ ليقوم بذلك، فيغفر له ذنوبه، قإنها صغائر، يستحق غفرانها بكثرة الطاعات، ومن حملها على فتح البلاد يقول: تقديره: أمرناك بالجهاد، وفتحنا لك فتوحًا، فجعل غفرانه جزاء وثوابًا على جهاده.
  وقيل: تقديره: فتحنا لك فتحًا عجيبة تصيبك، ليغفر بها جميع ذنوبك.
  وقيل: يتصل بقوله: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}[محمد: ١٩]، {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ}.
  وقيل: إنه يتصل بقوله في سورة (النصر): {وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}[النصر: ٣]. والأوجه في ذلك ما قدمناه من الوجهين.
  · المعنى: «إِنَّا فَتَحْنَا لَك» يا محمد «فَتْحًا مُبِينًا» أي: ظاهرًا، قيل: هو فتح مكة، عن جماعة من المفسرين منهم أبو علي، وقيل: نزل بعد رجوعه من الحديبية، كأنه بشر في ذلك الوقت بفتح مكة، والحديبية: اسم بئر، عن قتادة، وأنس، وعن