التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون ياأولي الألباب 197}

صفحة 816 - الجزء 1

  وأشهر الحج أشهر، عن الزجاج. وقيل: الحج في أشهر، عن القاضي. وقيل: الحج حج. أشهر، عن أبي علي. ويجوز في العربية نصب أشهر على معنى الحج شهر ذي الحجة.

  «وما تفعلوا من خير» شرط وجوابه محذوف، تقديره: يجازيكم اللَّه به، و «يعلمه اللَّهُ» دليل عليه مؤكدًا له.

  (النُّزول) عن القرظي: كانت قريش إذا اجتمعت بمنى قال هَؤُلَاءِ: حجنا أفضل وأتم من حجكم، فنزلت الآية، ونهوا عن ذلك.

  وعن القاسم بن محمد: كانوا يقفون مواقف مختلفة كل يدعي أن موقفه موقف إبراهيم، فأعلمهم تعالى بمناسكهم. وعن مقاتل لما قال النبي في حجة الوداع: «من لم يكن معه هدي فليحل من إحرامه وليجعلها عمرة»، قالوا: إنا أحرمنا الحج، فذلك جدالهم، فنهوا عن ذلك. وقيل: كان ناس يرمون بأزوادهم، ويقولون: نحن المتوكلون، فقيل: تزودوا، عن الحسن وقتادة ومجاهد. وقيل: كانوا كَلًّا على الناس، وكانوا من اليمن، فنزلت الآية فيهم، فنهوا عن السؤال، وأمروا بالتزود، حكاه الأصم.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى وقت الحج فقال: «الحَجُّ أَشْهُرٌ» قيل: فيه محذوف، أي وقت الحج، ووقت أفعاله، وقيل: الحج في أشهر، فحذف (في)، وقيل: الحج حج