التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون ياأولي الألباب 197}

صفحة 815 - الجزء 1

  · القراءة: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «فَلَا رَفَثٌ وَلاَ فُسُوقٌ» بالرفع والتنوين، «وَلاَ جِدَالَ» بالنصب. وقرأ أبو جعفر جميع ذلك بالرفع والتنوين، وقرأ الباقون الجميع بالنصب، ووجه الأول بيّن، باختلاف الإعراب بيتهما اختلاف المعنى، فالأول على النهي، والثاني على النفي والإخبار بأن الحج قد استدار في ذي الحجة، وكان أحق بالنصب لعموم النفي، والأول قد يقع من الخاطئ فلا يصلح فيه عموم النفي، ووجه القراءة الثانية عموم النهي، ووجه القراءة الثالثة عموم النفي للمبالغة في النهي.

  وأثبت أبو عمرو الياء في «فاتقون» على الأصل، وحذف الآخرون للتخفيف، ودلالة الكسر عليه.

  · اللغة: الفرض: التقدير، والفرض: الإيجاب، والصلاة المفروضة تحتمل الوجهين.

  والرفث: الجماع، وقيل: كل ما يستدعي الرجل من المرأة من الجماع فما دونه.

  والفسق: الخروج من الطاعة.

  والمجادلة: المنازعة والمشاجرة.

  والزاد: الطعام الذي يتخذ للسفر، والمِزْوَدُ: وعاء يجعل فيه الزاد، وكل من عمل خيرًا أو شرًّا فقد تزود منه.

  واللب: العقل سمي بذلك؛ لأنه أفضل ما في الإنسان؛ لأن أفضل ما في كل شيء لبه.

  · الإعراب: (الحج) رفع لأنه ابتداء، وخبره «أشهر»، تقديره: وقت الحج أشهر، عن الفراء،