قوله تعالى: {وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا 21 ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا 22 سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا 23 وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا 24 هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما 25}
  بأبصارهم جميعا، فأخذناهم، فخلى سبيلهم، فنزلت هذه الآية، عن عبدالله بن معقل.
  وقيل: أقبل نبي الله معتمرًا، فأخذ أصحابه ناسا من أهل الحرم غافلين، فأرسلهم النبي ÷، فذلك الإظفار ببطن مكة، عن مجاهد.
  وقيل: إن رجلا من أصحاب النبي ÷ اطلع الثنية بالحديبية، فرماه المشركون بسهم فقتلوه، فبعث رسول الله ÷ خيلاً، فأتوه باثني عشر فارسًا من الكفار، فقال لهم: «هل لكم عليَّ عهد وذمة»؟ قالوا: لا، فأرسلهم، فنزلت الآية.
  وقيل: هم أهل الحديبية، فإن رسول الله ÷ نزل بمنى، فخرج عكرمة في خمسمائة، فبعث النبي ÷ خالد بن الوليد، فلقيه في الشعب، فهزمه حتى أدخله حيطان مكة، فعاد ثانيًا وثالثًا فهزمه، فأنزل الله تعالى هذه الآية، عن الكلبي.
  · المعنى: ثم وعد الله تعالى رسوله والمؤمنين فتوحًا زيادة على ما تقدم، ونصرة له ولأمته، فقال - سبحانه -: «وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيهَا» أي: وعدكم فتح بلاد أخرى، وقيل: وعدكم غنائم أخرى، عن أبي علي، وقيل: هو على الماضي، وهو حرب بدر أو غيره من الغنائم؛ لأنهم لم يقدروا عليها إلا بضروب من المعونة، عن أبي مسلم، وقيل: بل أراد ما يكون في المستقبل إن لم يحصل بعد، ثم اختلف هَؤُلَاءِ، فقيل: هو فارس والروم، عن ابن عباس، والحسن، ومقاتل، وأبي علي، فإن النبي ÷ بشرهم كنوز كسرى وقيصر، وقيل: هو يوم حنين انهزم أصحابه، فأمدهم الله