قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم 1 ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون 2 إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم 3 إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون 4 ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم 5}
  · القراءة: قرأ يعقوب والضحاك: «لا تَقَدَّمُوا» بفتح التاء والدال من التقدم. وقراءة العامة بضم التاء، وكسر الدال من التقديم، فالأول على لا تتقدموا، حذف إحدى التاءين.
  وقرأ أبو جعفر: «مِنْ وَرَاءِ الْحُجَرَاتِ» بفتح الجيم، والقراء على ضمها، وهما لغتان، والحجرة: ما يحاط عليها في الدار، وجمعها حجرات، وقيل: جمعها حُجَرٌ، ثم جمعها حجرات، فهي جمع الجمع، وأصله المنع، ومنه: الحجر على اليتيم، ومنه قيل للعقل: حِجْرٌ؛ لأنه يمنع من الجهل.
  · اللغة: التقديم: مصدر قدَّم يُقدِّم تقديمًا: إذا تقدم، وأَقْدَمَ يُقدم إقدامًا، واستقدم يستقدم استقدامًا وقد تقدم، كل ذلك بمعنى تقدم. والقدم: الشيء تقدمه، فيكون علة لك حتى تقدم عليه.
  الجهر: ظهور الصوت، والصوت: عرض مدرك بحاسة السمع، ومنه يتركب الكلام، ومنه الجهارة في المنطق، ومنه: فغلبه نهارًا جهارًا، وجاهره بالأمر مجاهرة، ونقيضه: الهمس.
  والحبوط: بطلان العمل، وأحبطه الله: أي: أبطله، ومعناه: يبطل ثوابه.
  والغض: الحط من منزله إلى جهة التضعيف، غض أمر فلان: إذا ضعف حاله، وغض بصره عن حدة النظر، وغض صوته: ضعفه عن جهة الجهارة، قال جرير:
  فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُميرٍ
  والامتحان: الاختبار والابتلاء.