قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم 1 ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون 2 إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم 3 إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون 4 ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم 5}
  · الإعراب: يا: حرف نداء، ومعناه مضمر فيه، كأنك تقول: أناديك، و (أيّ) اسم مبهم للمنادَى يحتاج إلى صفة تنبهه، و (ها) حرف تنبيه من المنادِي للمنادَى، كأنك تقول:
  أدعوك، فلا تغفل.
  و (الذي) اسم ناقص يحتاج إلى صلة؛ لتتم الفائدة منه بصلته.
  (القول) محله نصب، تقديره: لا تجهروا القول.
  «خيرا» نصب لأنه خبر (كان)، أي: كان صبرهم خيرًا، وقوله: «ولو صبروا» يدل عليه.
  · النزول: أما قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا} اختلفوا في سبب نزوله، فقيل: نزلت في الذبح يوم الأضحى، وذلك أن أناسًا ذبحوا قبل صلاة - النبي ÷، فأمرهم أن يعيدوا الذبح، عن عامر بن عبد الله، والحسن.
  وقيل: نزلت في قوم صاموا قبل صوم رسول الله ÷، عن عائشة، قال مسروق:
  دخلت عليها يوم الشك، فأمرت لي بعسل، فقلت: إني صائم، فقالت: «نهى النبي ÷ عن صوم هذا اليوم»، وفيه نزل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}.
  وقيل: نزلت في أناس كانوا يقولون: لو أنزل في كذا أو وضع كذا فكره اللَّه ذلك، ونزلت الآية، عن قتادة.
  وقيل: نزلت في الشرائع والقتال، يعني لا تقضوا أمرًا دونه، عن الضحاك.
  وقيل: نزلت في قصة الرجلين من بني عامر، وذلك أن بني عامر قتلوا جماعة من أصحاب النبي ÷، ولقيا رجلين من بني سليم جاءا من عند رسول الله ÷، فاعتزيا إلى بني عامر، فقتلاهما، فقال رسول الله ÷: «بئس ما صنعتما» ووداهما، فنزلت الآية، عن عطاء الخراساني.
  وقيل: نزلت في قوم كانوا يحضرون مجلس رسول الله ÷، فإذا سئل خاضوا فيه قبله وأفتوا، فنهوا عن ذلك، عن أبي علي.