التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين 6 واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون 7 فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم 8 وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين 9 إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون 10}

صفحة 6525 - الجزء 9

  · القراءة: قرأ حمزة ويعقوب: «فَتَثَّبَتُوا» بالثاء من التثبيت، وهو التأني، والباقون «فتبينوا» بالباء والنون من البيان، أي: تعرَّفوا، والتبين التعرف، والبيان: الدلالة المؤدية إلى العلم والمعرفة، عن أبي علي، وأبي هاشم، وقيل: هو العلم الحادث، عن أبي عبد الله البصري.

  قرأ يعقوب: «إِخْوَتِكُمْ» بالتاء على الجمع، وهو قراءة ابن كثير، وسويد.

  والباقون: «أَخَوَيكُم» بالياء على التثنية، لقوله: «طَائِفَتَانِ». وقرأ الحسن «إخوانكم» بالنون والألف على الجمع.

  · اللغة: الفاسق: الخارج من ولاية الله إلى عداوته، وأصله الخروج.

  والنبأ: ما يعظم شأنه، وجمعه: الأنباء.

  والعنت: المشقة، عَنِتَتِ الدابة تَعْنَتُ عَنَتًا: إذا حدث في قوائمها كسر بعد جبر لا يمكنها معه الجري، قال ابن الأنباري: أصل. العنت التشديد، يقال: فلان تَعَنَّتَ فلانًا: تشدد عليه وألْزَمَهُ ما يصعب عليه أداؤه، ثم نقل إلى الهلاك، ومنه قوله: {لَعَنِتُّمْ} هلكتم.

  والبغي: طلب زيادة ليست له، وأصله من الطلب، ومنه: هذه بُغْيَتي.

  والفيء: الرجوع، ومنه قيل لظل الزوال: فيء؛ لأنه يرجع عن جانب المشرق إلى جانب المغرب، فاء يفيء فَيْئَةً وفَيْئًا، وإنه لسريع الفيئة، أي: الرجوع، ومنه الفيء: لما يرجع من أموال المشركين بغير قتال.

  والقِسْط: العدل ونحوه، والإقساط مصدر أقسط فهو مقسط، والقَسْط بفتح