التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون 11 ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم 12 ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير 13}

صفحة 6533 - الجزء 9

  الجاسوس، والتحسس بالحاء: البحث عنها وتعرفها، وقيل: أكثر ما يقال: التجسس بالجيم في الشر، ومنه: الجاسوس صاحب سر الشر، والناموس صاحب سر الخير، وحكى ثعلب أن التجسس بالجيم أن تطلبه لغيرك، وبالحاء أن تطلبه لنفسك، وقال بعضهم: التجسس بالجيم البحث عن العورات، وبالحاء الاستماع.

  · اللغة: السخرية والاستهزاء نظائر، وهو عيب يلحق به على طريق المذلة.

  والهمز واللمز: العيب والغض من الناس، ومنه: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}⁣[الهمزة: ١] وهَمَزَهُ ولَمَزَهُ: إذا عابه، قال الليث: اللمزة: الذي يعيبك في وجهك، والهمزة الذي يعيبك بالغيب، وقال غيره: هما شيء واحد، وأنشد:

  وإن أغِبْ فأَنْتَ الهامِزُ اللُّمَزَهْ

  واللمز: عيب من لا يجوز أن يؤذى بذكره، وعيب الفاسق ليس بلمز، وأصل الهمز الدفع كأن الغائب يدفعه بالعيب.

  والنبز: فهو القذف باللقب، وهو مصدر نبزه نبزًا.

  والغِيبَةُ: أن يُذْكَرَ الإنسان من ورائه بسوء وهو فيه، فإذا ذكرته بما ليس فيه فهو البَهْتُ والبهتان.

  والشعوب: قال الفراء: أكثر من القبائل، وقال الليث: الشعب ما يتشعب من قبائل العرب، والشُّعُوبِيُّ: الذي يصغر شأن العرب، ولا يرى لهم فضلاً على