قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون 11 ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم 12 ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير 13}
  قيل: نزلت في امرأتين من نساء النبي ÷ سخرتا بأم سلمة، وذلك أنها ربطت شعرها بشيء وأسدلت خلفها، فقالت عائشة لحفصة: انظري ما تجر خلفها كأنه لسان كلب.
  وقيل: بل نزلت في نساء النبي ÷ سخروا من أم سلمة، عن أنس.
  وقيل: نزلت في صفية بنت حيي، وذلك أنها أتت رسول الله ÷ وقالت: إن النساء يعيرنني ويَقُلْنَ: يا يهودية بنت يهودي، فقال ÷: «هلا قلت: أبي هارون، وعمي موسى، وزوجي محمد ÷»، ففي ذلك نزلت الآية، عن ابن عباس.
  وأما قوله: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}:
  قيل: نزلت في جمع من الأنصار كانوا يتنابزون بالألقاب، فنزلت الآية.
  وقيل: نزلت في قوم كانت لهم أسماء في الجاهلية، فلما أسلموا نهوا أن يدعوا بها بعضهم بعضًا.
  فأما قوله: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} وقوله: {وَلَا تَجَسَّسُوا}، وقوله: {وَلَا يَغْتَبْ}:
  قيل: نزلت في رجلين من أصحاب رسول الله ÷ اغتابا رفيقهما، وهما مسلمان، بعثاه إلى رسول الله، ÷ ليأتي بطعام، فبعثه إلى أسامة، فقال: ما عندي شيء وكان خازن رسول الله ÷، فعاد إليهما، فقالا: بخل أسامة، وقالا لسلمان: لو بعثناه إلى بئر لغار ماؤها، ثم أخذا يتجسسان هل عند أسامة طعام، فنزلت الآية.
  فأما قوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ} الآية:
  قيل: نزلت في ثابت بن قيس بن شماس لما قال لذلك الرجل: ابن فلانة؟ فقال