قوله تعالى: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم 14 إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون 15 قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم 16 يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين 17 إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون 18}
  · القراءة: قرأ أبو عمرو ويعقوب وأبو حاتم: «يَأْلِتْكُمْ» بالألف اعتبارًا بقوله: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ}، الباقون: «يَلِتْكُمْ» أيضًا للمصحف فإنه فيه بغير ألف، فالأول من أَلتَ يَأْلِتُ ألتًا، قال الشاعر:
  أَبْلِغْ بَنِي ثُعَلٍ عَنِّي مُغَلْغَلَةً ... جَهْدَ الرِّسَالَةِ لَا أَلْتًا وَلَا كَذِبَا
  والثاني من لات يَلِيتُ ليتًا، قال الشاعر:
  ولم يَلِتْنِي عن هواها لَيْتُ
  والمعنى واحد، وهو النقصان.
  قرأ ابن كثير: «بما يعمِلون» بالياء، الباقون بالتاء على الخطاب.
  · اللغة: الإيمان في اللغة: التصديق، ومنه: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} وليس باسم مدح، ولذلك يصح أن يقال لليهودي: مؤمن بموسى أي: مصدق له، ويقال لقوم فرعون: آمنوا بفرعون أي: صدقوه، ونقل في الشرع فجعل قولنا: «مؤمن» اسم مدح، وقولنا: «إيمان» اسم أداء الطاعات المفروضة واجتناب القبائح من الكبائر؛ ولذلك لا يطلق على الكفار والفساق؛ ولذلك قال تعالى: {أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}[الأنفال: ٤] بعد ذكر الطاعات، وقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}[المومنون: ١] ثم بَيِّنَ صفاتهم.