قوله تعالى: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين 198}
  · الإعراب: يقال: لم صرفت عرفات، وهو مؤنث معرفة؟
  قلنا: لأنها على حكاية الجمع كما يجب أن يحكى المذكر إذا سمي به، وهو الاختيار بالإجماع، ويجوز فيه ترك الصرف تشبيهًا بالواحد فيسقط التنوين ويترك الإعراب، وجوز بعضهم فتح التاء بغير تنوين نحو: طلحة، وأنكر ذلك الزجاج.
  والكاف في قوله: «كمَا» كاف التشبيه، ووجه التشبيه أنه ينبغي أن يكون الشكر والذكر بمنزلة النعمة في العظم.
  وإن معناه معنى المخففة من الثقيلة للتوكيد.
  وَ «كُنْتُم» لا موضع له من الإعراب؛ لأنه بعد حرف غير عامل.
  · النزول: قيل: كانوا يتأثمون بالتجارة في الإحرام في صدر الإسلام، ويمتنعون منها، فأنزل اللَّه تعالى الآية إذنًا فيها، عن ابن عباس وابن عمر ومجاهد وعطاء والحسن وقتادة. وروي عن ابن عمر أنه سأله رجل فقال: إنا قوم نكري الإبل فيزعمون أنه ليس لنا حج، فقال: أتحرمون وتطوفون؟ فقال: نعم، فقال: أتى حاجّ رسول اللَّه ÷ فسأله عن الذي سألتني عنه، فلم يدر ما يقول حتى نزل جبريل بهذه الآية.
  وذكر الأصم أن قومًا قالوا: ليس للتاجر ولا للأجير ولا للحمال حج، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، ودل على أن لهم الحج.
  · المعنى: لما بَيَّنَ تعالى مناسك الحج، وبين أن الإحرام يمنع من كثير من المباحات، كان يجوز أن يظن أنه كما يمنع من الطيب والنساء والصيد يمنع من التجارة، فَبَيَّنَ تعالى