قوله تعالى: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج 6 والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج 7 تبصرة وذكرى لكل عبد منيب 8 ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد 9 والنخل باسقات لها طلع نضيد 10 رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج 11}
  والفروج: الثغور، وكل موضع مخافة: فَرج بفتح الفاء، وفي عهد الحجاج:
  وليتك الفَرْجَيْنِ، يعني خراسان وسجستان.
  والرواسي والراسيات: الجبال الثوابت، ومنه: {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ}[سبأ: ١٣] رسا يرسو: إذا ثبت.
  والبهيج: الحسن، يقال: بهيج وباهج، والابتهاج: السرور.
  والتبصرة: ما يبصر بها، وهي الدلائل، ونظيرها من المصادر: التكملة والتفضلة، وبَصُرَ يبصر: عَلِمَ، وأبصر يُبْصِرُ: نَظَرَ.
  والحصيد: ما يحصد من أنواع النبات، ومنه: {جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا}[الأنبياء: ١٥] وأراد الاستئصال أي: حصدوا حتى لم يبق منهم أحد.
  والباسقات: الطوال، يقال: بسق النخل بُسُوقًا: طال، ومنه: البَسْقُ: عُلُّو ذِكْرِ الرجل في الفضل، ومنه حديث ابن الحنفية: قلت لأبي: كيف بسق أبو بكر أصحاب رسول الله ÷؛ أي: كيف علاهم.
  والطلع: طلع النخلة، سمي لطلوعه، يقال: طلع علينا فلان: هجم، وطلعت الشمس طلوعًا، والطلعة الرؤية، وأطلعتك على الأمر إطلاعًا.
  والنضيد: ما نضد بعضه على بعض، ومنه سمي متاع البيت النَّضَدَ؛ لأنه منضود بعضه على بعض، وفي حديث مسروق: «شجر الجنة نَضِيدٌ من أصلها إلى فرعها» يريد ليس فيها سُوقٌ بارزة لكنها منضودة بالورق والثمار من أسفلها إلى أعلاها.
  · الإعراب: {تَبْصِرَةً} نصب على المصدر، عن أبي حاتم، وقيل: نصب بمحذوف أي: جعلناها تبصرة، وقيل: على الحال أي: في حال التبصرة، عن الأخفش.